السبت، 7 سبتمبر 2013

عن اصل القيمة .

لقد منح الله الروح ملكتين : واحدة للاحساس والتأمل , او تلك التي بها نميز الاشياء وتراها وتحكم عليها , وهي ما يعرف بالفهم , والاخرى هي تلك الملكة التي تقصر على الاحساس بالاشياء واستجلائها , ولكنها تحتاج بشكل ما الى تقرير الاشياء التي تراها او تعيرها اهتمام , فأما ميلا اليها واما نفورا منها واعراض عنها , واما انها الملكة التي ترى بها الروح الاشياء كعامل غير مكترث ولكن بنظرة محبة او كارهة راضية او غير راضية , ومن ثم فهي تسمى احياناً الهوى , وحيث انها تحترم الافعال التي تحددها وتحكمها فإنها تسمى الارادة , وغالبا ما سمي العقل بالقياس الى اعمال هذه الملكة , بالفؤاد .


القيمة كلمة توصف المعنى بين شيئين على ارض الواقع فلابد من ربط شئ بشئ قد حقق على ارض الواقع بشرة كان او بخيره جمالاً كان او قبحاً لوصف التداخل الذي وقع بينهما فهذه قيمة الشئ الذي حدث فالكلمة هنا لا تعني القيم التي في حديث العامة والتي تردد دائماً فعندما نقُل اين القيم تربط مخيلتنا بعض الاوضاع التي كانت في ماضينا صحيحة ذو جمال وقعت بالفعل على ارض الواقع وكان لها دلاله ايجابية على سلوك الناس نقُل عنها اين القيم , والقيم جمع قيمة ومفردها قيمة التي هي لا تستخدم في حديث العامة بل يستخدم كلمة اين القيم بربط الشئ الذي يتخيله العامة من قيم الماضي التي دخلت ضمن غلاف ثقافي اصبح عادة ذو قيمة .


وقيمة الشئ هي في علاقة ذلك الشئ بفرد معين من افراد الناس , ولو ترك الشئ وحده بغير انسان لما كانت له قيمته كذلك , فالقيمة انما يخلعها الانسان على الشئ بقدر ما يجد فيه من بواعث لاهتمامه ومن اشباع لمصالحة .



القيم هي تلك الغايات القصوى التي ليس بعدها غاية مشتهاه تنقسم القيم العليا الى ثلاث :- الحق , و الخير , والجمال , فمن ذا يريد لنفسه وللناس باطلا دون الحق ؟ او شئ او شرا دون الخير والجمال , وتحت قيمة الحق تندرج العلوم كلها , وتحت قيمة الخير يندرج السلوك كله , وتحت قيمة الجمال يندرج الفنون كلها , قيمة الحق تختص بالجانب الادراكي من الانسان وقيمة الخير تختص بالجانب النزوي منه , وقيمة الجمال تختص بالجانب الوجداني , ومن الادراك والوجدان والنزوع يتألأف الوعي و الشعور والوعي هو لب الانسان وصميمه .